الخميس، 3 أبريل 2008

بين آلام فقدان الثقة بالنفس ... ومخاوف أوهام الإنترنت




جوري - الإمارات العربية المتحدة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختي الكريمه مشكلتي تتلخص بالوضع الجسدي انا فقدت الرؤيا في احدى عيوني في حادثه اليمه قبل عده سنوات ولكني ما زلت اعاني من ضيق نفسي خاصه عندما ينظر احدهم الي لانه يوجد فرق بين حجم العينين وهذا الامر يشعرني بالخجل والحزن الدائم خاصه اني كنت فتاه ذات وجهه وملامح جميله جدا واحيانا اشعر انه حتى من خلال عملي الامر ياثر في حياتي قلبي لم يعرف الحب ولم اشعر باهتمام احد من الجنس الاخر تجاهي بل شفقه قاتله وحسره على حالي منذ وقت قليل تعرفت الى احدهم عن طريق الشات ويبدو لي شاب محترم ولكني احذر كما دائما ولا اتكلم اليه عني بصراحه هذا الوضع وهل استمر بان احلم به واعوض عن حصرتي لنفسي لا اعرف ساعدوني.

أخيتي الحبيبة جوري
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نرحب بكِ زائرة جديدة عبر موقنا، ونشكر لكِ حسن ثقتك بنا.
أحب أن نستهل كلامنا بحديث أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة".
(رواه البخاري) وهنا المقصود بحبيبتيه: عينيه، فهنيئاً لكِ أختنا الفاضلة بالجنة، فهوني على نفسكِ واصبري واحتسبي حتى لا يضيع منكِ الأجر، فالله لا يريد بكِ إلا الخير وأنكِ أفضل كثيراً جداً من بعض قريناتكِ المبتليات، فكم من فتاة فقدت عيناها بل وأجزاء كثيرة من جسدها في فلسطين والعراق وعاشت حياتها مكافحة وأثبتت ذاتها بكفاءة.
فالكثيرٌ منا يتضجر من حياته، ويظن أنه لا يوجد أكبر من مصائبه، فيما لو نظر حوله، لـوجد كثيراً من الأسباب التي تجعله يحمد الله، ويجد أنه في نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى يفتقدها الكثيرون، فتخيلي لقد كانَ أحد السلف أقرع و أبرص و أعمى و مشلول القدمين واليدين يقول: " الحمدلله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرٌ من الخلق، وفضّلني تفضيلا"! فـمر به رجلٌ فقال له: أقرع وأبرص وأعمى ومشلول، فـمما عافاك؟ فقال: ويحكَ يا رجل، لقد جعل لي لساناً ذاكراً، و قلباً شاكراً، و بدناً على البلاءِ صابراً.

فيجب يا أخيتي أن ندرك أن الله خلق عباده ضعفاء كما قال عز وجل: " يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا"[سورة النساء: 28]، فإذا ابتلاه بفقدان نعمة من النعم خاصة الجسدية منها ازداد هذا الضعف البشري فتأتي قوة الإيمان لتعيد التوازن النفسي والاجتماعي إليه وهذا ما تحتاجين إليه بقوة، بالإضافة إلى حاجتك إلى تدعيم ثقتكِ بنفسكَ لكي تزداد قيمة ذاتكِ في عينيكِ، خاصة وأن انعدام الثقة بالنفس تجعل الشخص يتصرف وكأنه مراقب ممن حوله، فتصبح تحركاته وتصرفاته بل وآراوءة في بعض الأحيان مخالفة لطبيعته، ويصبح القلق حليفه الأول، فحاولي قدر الإمكان الإبتعاد عن الأفكار والمشاعر السلبية التي تأثر على قوة شخصيتك وتؤدي للخوف والفشل، واعتمدي على نجاحك الإجتماعي في التواصل مع الآخرين واكتساب حبهم وتقديرهم مما سيزيد الثقة في نفسك، واتجهي إلى مخالطة الناجحين والتعلم منهم ، وحددي أهدافكِ التي ترغبين في تحقيقها على المدى البعيد والقريب على أن تكون قابلة للتحقيق، وقبل كل هذا وذلك كما ذكرنا أعملي على تعميق عقيدة القضاء والقدر في نفسكِ، وتذكري دائماًَ أن الجمال ليس جمال الوجه والجسد إنما الجمال جمال الروح والأخلاق، وأن نصيبكِ في زواجكِ مكتوب عند الله عز وجل لن يغيره كائن مهما كان، فلا تنزعجي من نظرات من حولكِ ولا تجعلي لها سبيلاً إلي قلبكِ، وتيقني أن الوقت لم يحن بعد للقاء شريك الحياة، فهو في وقت معلوم كتبه الله عز وجل كما قال: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" ( الحديد 22،23)

وهذه النقطة تقودنا إلى المشكلة الثانية وهي علاقتك بهذا الشاب عبر الإنترنت، لكنك لم تذكري لنا طبيعة هذه العلاقة، وهل فاتحكِ في الزواج أم لا، لكن بشكل عام يجب أن تنتبهي إلى أن عالم الإنترنت هو عالم وهمي خيالي لا يصدق فيه إلا القليلون، لكن بقدر ما نجحت بعض الزيجات عبر الإنترنت بقدر ما فشلت أخرى كثيرة بل وأغلبها كانت علاقات من باب التسلية، فراجعي نفسكِ في حدود هذه العلاقة، والأجدر أن تسدي باباً لا تعرفي ما نتائج فتحه حتى لا تجلبي لقلبكِ أحزان أنتي في غنى عنها مع أحلام قد لا تكون واقعية تعيشينها الآن خلف شاشات الكمبيوتر،فمن الأفضل يا حبيبتي أن تقطعي تواصلكِ مع هذا الشاب تدريجياً إن لم يكن قد صارحكِ مباشرة بالزواج وتذكري قوله عز وجل:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا". (الطلاق 2،3) ، فحاولي أخيتي التقرب إلى الله والدعاء والتضرع إليه أن يعينك وأن يعجل لكِ بزوجاً صالحاً تقياً يعينكِ على أمر دينكِ ودنياكِ.

وأخيراً أخيتي يجب أن تباشري التواصل مع طبيب متخصص، فقد يكون من المناسب أن تقومي بزرع عين صناعية تمحو آثار أي تشوهات في الوجه أو منطقة العين وتكون بنفس حجم عينكِ ونفس لونها، وهذا سيعيد إليكِ الثقة في جمالكِ من جديد بإذن الله، تمنياتنا بالتوفيق ونتظر أن توافينا بأخباركِ قريباً




هناك تعليق واحد:

mohamed يقول...

من الأشياء المؤسفة أنه يتم حصر أنسان في صورة معينة وجانب واحد من حياتة أو حتى موقف .. دون النظر إلى الأنسان بشكل كامل

كل ما تحتاجة الفتاة هو أن يتاعمل معاها من حولها كأنها أنسان عادي طبيعة دون حصرها في زاوية أنها فتاة مصابة في إحدى عينيها ..