الثلاثاء، 10 يونيو 2008

الخطبة ... ومشكلاتها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتى انا فرحى المفروض انه بعد شهر ولكن
للاسف بعد 6 شهور انتظرت خطيبى من سفره وكنا قبلها شهرين مخطوبين كنا الحمد لله مبسوطين
لكن كنت فاكره ان بنزوله هبقى اسعد انسانه فى الدنيا لكن للاسف
نزل خطيبى من دبى بقاله 4 ايام وكانت اسوا 4 ايام فى حياتى كلهااا ماعادا اول يوم
كنت فرحانه انه رجع وانى هشوفه وااننا خلاص هنتجوز لكنه رجع فيه بعض التغيير
هو طيب جداا وحنين اوى لكنه جرئ اوى وعصبى بدا انه عايز يعبرلى عن حبه بس بطريقته
لكن انا مش كده وكلمته وقلتله لازم نتقى ربنا علشان ربنا ميعقبناش ويبعدنا عن بعض خالص
اما تانى يوم فقاللى انا مش معايا فلوس ومش معايا اجيب شبكه ويادوب اجيب العفش ومش كله
قلتله ازاى قاللى متحسبنيش قلتله اهلك يعرفو الكلام ده جايز يقدرو يساعدوك قاللى مفيش حد هيساعدنى
مع انهم والله جايز احسن مننا ماديا خالص ودايما يهتموا بالمظاهر
قلتله خلاص نلغى الفرح ونكتب الكتاب بالفستان وكده وخلاص وطبعا الفستان والكوافير مطلع عينى فيهم
عايز ارخص حاجه
وبفلوس الفرح تقدر تعمل حاجه قاللى انتى مبتعرفيش تفرحى
قلتله ايه رايك ناجل الجواز براحتنا نشترى اللى نقدر عليه والباقى براحتنا وطبعا لا
هو مش عايز يتنازل عن اى حاجه لكن بيرخص فى الحاجات زى الشبكه والفستان والكوافير والعفش
بابا وماما بجد زهقوا ماما كل يوم تعيط تقولى ايه اللى جابوا من السفر وهو مش مستعد للزواج عايز منظره وبس
وللاسف انه كان تقريبا بطل السجاير لما قابلته فى المطار لقيته جايب دست علب سجاير وبدا يشرب تانى
حسه انى فى مأزق جاااامد وانى ساعات بضعف وللاسف كنت مخطوبه قبل كده
ونفسى اصلى استخاره بس مش نافع اصلى الايام دى
جايز ذنوب وربنا بيعاقبنى مش عارفه ليه كل مااتخطب واجى اجوز يحصل مشاكل
دى تانى مره حسه انى خلاص مينفعش اتزوج والحياة سودا قدامى
جوايا مش عايزاه ومبقتش احبه لكن لسانى بيقوله اوك هنكمل سوا
ليه ضحك عليا طول الفتره دى وقاللى هنعمل وهنجيب
اعمل ايييييييييييه ؟؟؟؟


ــــــــــــــــــــــــ


أختي الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أهلاً ومرحباً بكِ في موقعنا ... والله نسأل أن ييسر لكِ الخير أينما كان، وأن يقر عيناكِ بالزوج الصالح الذي يعينكِ على أمر دينكِ ودنياكِ.
في الحقيقة أخيتي مشكلتكِ تنقسم إلى قسمين فتعالى نتناول كلاهما على حدة:
أولاً أخيتي عليكِ أن تفكري هل أخذتي الوقت الكافي للتعرف على خطيبكِ أم لا، فقد فهمت من خلال رسالتك أنه في سفر خارج بلدك وفترة خطوبتكم كانت لمدة 8 أشهر لم يكن موجوداً معكِ فيها إلا لمدة شهرين ... فهل كانا هذين الشهرين كافيين للتعرف على كل الصفات التي ترغبين بها، والصفات التي لن تتأقلمي معها في زوج المستقبل؟
والأهم إني فهمت من إطار كلامكِ أن خطيبكِ حاول بث مشاعره إليكِ بكلمات الحب وغيرها – رغم حرمانية هذا في فترة الخطبة – وهذا هو الخطأ الفادح الذي يقع فيه الكثير من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج. ففترة الخطبة وجدت لكي يتعرف الشاب والفتاة على بعضهما البعض بشكل عقلاني بدون ترك مساحة للمشاعر – إلا في إطارها الضيق وهو القبول المبدئي بالطرف الآخر شريكاً للحياة دون أدني تجاوزات شرعية في ذلك من كلام او نظرات او لمسات- ومع انتهاء فترة الخطية يكون الطرفين قد أخذا قرارهما العقلاني بمناسبة كل طرف له بناء على دراسة شخصية كل منهما.
ثم تأتي مرحلة العقد وفيها تقل مرحلة التحكيم العقلاني بشكل كبير لنترك للمشاعر مساحتها الرائعة التي أباحها الله عز وجل لكي يتآلف الزوجان ولكي يبنوا سوياً أساس بيتهما المسلم على قواعد متينة من الحب والمودة والرحمة ، وذلك استعداداً لدخول المرحلة الثالثة وهي الزفاف بمشاكلها ومسئولياتها فيكون العقل والعاطفة في الفترة السابقة قد أخذ كل منهما دوره على الترتيب الصحيح لاختيار شريك الحياة الأنسب، وهكذا يبارك الله في الزواج، ومع الالتزام بهذا الترتيب الصحيح في فترة الخطبة العاقلة وفترة العقد الرومانسية، لا تنشأ مشكلات صعبة بعد الزواج والتي تكون غالباً مؤشراً لعدم صحة اختيار كلا الشريكين لبعضهما البعض، لأنهما انشغلا بالعاطفة والمشاعر وكلمات الحب فترة الخطبة عن التفكير العقلاني في مدى ملائمة كل طرق للآخر.
ولذلك أخيتي عليكِ إعادة النظر إن كنتِ قد حكمتي عقلكِ بالفعل في إختيار شريك حياتك أم لا، وصراحة أحييكِ على رفضك لترك مساحة من البوح بالمشاعر هذه الفترة ، لأنه ما زال رجلاً أجنبياً عنكِ ، وكنتي ستشعرين بالندم إن - لا قدر الله - لم يتم زواجكِ من هذا الشاب، وكان نصيبكِ مع آخر، كنتِ ستندمين إنكِ بحتي له بمشاعركِ وهو ليس زوجك.

كذلك أختي الكريمة يجب أن تدرك كل فتاة مسلمة ارتضت خطيبها زوجاً للمستقبل أن تتنازل عن كل الأمور المادية التي باتت عائقاً على أكهال الشباب، تدفعهم دفعاً للديون وبدء حياتهم وهم مرهقون مادياً، فإن أنتي ارتضيتي زوجكِ تسلمين له مفاتيج قلبكِ وحياتكِ، فهل تكون شبكة أو اثاث منزل أو غيرهما مما يقطع أواصر الارتباط بينكما؟؟ فارضي بالبسيط أختي الكريمة ووفقاً ما تستطيع قدراته المادية ان تقدمه لكِ ، واعلمي أخيتي أنه كلما تنازلت الفتاة عن الأمور المادية وتغالت في طلب الإلتزام والتدين والخلق الحقيقي زادت قيمة في نظر زوجها، فهو لم يبخل عليها بماله ، إنما ظروفه المادية كأغلب شباب المسلمين في بداية حياتهم صعبة وعلى الزوجة أن تتحمل معه أعباء الحياة حتى يفتح الله عليه في رزقه ووقتها لن يبخل عليها بشيء، فسيتذكر وقتها ان هذه من ارتضته لأجل دينه وخلقه وشخصه ، لا لأجل ماله وشبكته أو أثاث بيته، ووقتها سيسعد أن ياتي تحت قدميها بكل كنوز الدنيا طالما قدراته المالية تسمح بذلك.
وأحييك أخيتي أنكِ عرضتي عليه إلغاء العرس والاستفادة من هذه النفقات في أشياء أهم، فعليكِ أن تشجعيه وأن تحمسيه لاتمام الزواج، وأن يلتمس منكِ رغبة في ذلك، فإن وصله شعور أنكِ متنازلة على مضض منكِ أو وصل إلى قلبه أنه قل في نظركِ كزوج بسبب هذه الماديات التي لا يقدر عليها، فهذا أول ما يحطم العلاقة بين الرجل والمرأة ولن ينساها حتى وإن تم الزواج، فستبقى في قلبه مرارة ذلك.

وتعجبت في الحقيقة أخيتي رغم كونك حكيمة وعاقلة أن تطلبي منه مساعدة أهله، فالشاب المتحمل للمسئولية أخيتي هو من يعتمد على نفسه وفقط، حتى وإن بدأ حياة زوجية بسيطة، فأغلب الشباب اللذين يعتمدون على أسرهم هذه الأيام ليوفوا طلبات زوجاتهم العالية لا يهنئون بحياة زوجية مستقرة ... اتدرين لماذا؟ لان الشاب أدرى بأهله، فهناك آباء أو أمهات يعتبرون المساعدة المالية منهم للابن - وبعلم الزوجة - بمثابة ضوء أحمر للتدخل في حياتهم الزوجية فيما بعد، بل والتدخل في اختيار الشبكة أو الأثاث أو حتى فستان العروس لانهم من سيدفعون الثمن!! فهل ترضين ذلك؟
انظري أخيتي إلى النصف المليء من الكوب، ولا تتسرعي في الحكم على خطيبكِ بأنكِ لا تريدينه لأجل هذه الأمور المالية، لكني قبل هذا وذاك أريد منكِ التأكد من نقطة شديدة الأهمية وهي أن الظروف المالية لزوجكِ ضعيفة حقاً، وليس بخلاً منه ، فإن كان بخلاً فهذه قضية أخرى قد تستوجب فسخ الخطبة أحياناً، كذلك ذكرتي أنه قد عاد من سفره متغيراً بعض الشيء، فتأكدي أخيتي أنه لم يطرأ جديد على حياته، ويفتعل هذه المشكلات معكِ وأمام اهلك اللذين ضاقت بهم هذه الأمور لكي تأتي فسخ الخطبة من ناحيتكِ أنتي حتى لا يكون لوماً عليه ... لكنكِ تقولين أنه طيباً وحنوناً فلا أظن ذلك بإذن الله، لكن علينا تحري الأمور بشكل عقلاني وحكيم.

الشق الآخر من المشكلة أخيتي وهو الأكثر أهمية والأحرى منكِ أن تفكري فيه جيداً هو خلق وسلوكيات خطيبكِ ، فكري جيداً وأسأليه لماذا عاد إلى التدخين، ووضحي له بشكل جدي أن هذه مشكلة ضخمة قد تتسبب في تعطيل إتمام مراسم الزواج، لأنكِ تخافين على صحته كزوجكِ أولاً وتخافين على صحتكِ أنتي وصحة اجنتكِ وأولادكِ فيما بعد لأنكم من ستعيشون معه، وقبل هذا وذاك أخبريه بطريقة لبقة أن هذه معصية عليه الاقلاع عنها والتوبة، بل ولا مانع خلال فترة الخطبة أن تزورا أحد المستشفيات قسم الامراض الناتجة عن التدخين، ليعرف أضرار التدخين حقاً وأنه قد يتسبب في وفاته وهو في ريعان شبابه ووقتها سيحاسبه الله على شبابه الذي افناه في التدخين، واجعليه يتكلم مع هؤلاء المرضى كمرضى سرطان الرئة ، وبعد ذلك حاولي أن تشجعيه أخيتي وأن تطلبي من والدتكِ إعداد طعام صحي ومفيد له خلال زيارته لكم، وأن توضحي له بلباقة أنكِ أعددتي هذه الأطعمة خصيصاً له لكي تعتني بصحته وغذاؤه تعويضاً عما فعله التدخين من أضرار صحية أصابته.
كذلك أخيتي أطلبي منه في لحظة صفاء أن يقوم بكتابة كل أضرار التدين على صحته وعلى زوجته وأولاده، وأن يقرأها كل يوم، وبعد أسبوعين أخيتي ، اطلبي منه أن يكتب أضرار التدخين بنفسه كل يوم ، وبعد أسبوعين يعود لقراءتها كل يوم قبل النوم وأن يصلي ركعتين يدعو الله فيها أن يتوب عليه منها ... وأخيراً لا تأخذي قراراً بالزواج وهو على هذا الحال ... وهكذا بأي حال من الأحوال أخيتي سيتم تأجيل الزفاف قليلاً لأجل التأكد من صحة إختيار شريك الحياة كما اتفقنا في البداية، ولأجل الانتهاء من حل مشكلة التدخين، فلا داعي للتعجيل بالزفاف الآن، وإياكِ أخيتي من القبول بمن لا ترضين خلقه ودينه بالشكل الكامل تخوفاً من إنكِ كنتي مخطوبة من قبل، فهذا الرجل الذي ستختارينه – سواء خطيبكِ الحالي أو غيره - سيكون معكِ طوال مشوار حياتكِ ، وكما قالت أمهاتنا فالزواج ليس فستاناً تشتريه إن لم يعجبك تركتيه واشتريتي غيره، إنما هو ميثاق غليظ فتأني جيداً، ولا تحزني أو تتركي الأوهام - بأنك لا تصلحين للزواج- أن تتسرب إلى قلبكِ فتؤثر على قراركِ في إختيار الزوج الصالح، بل استعيني بالله وتقربي إليه بالطاعات والنوافل وأكثري من صلاة القيام والدعاء، وتضرعي إليه هذه الأيام بأن ينير بصيرتكِ للخير ... تابعينا بأخباركِ أخيتي الكريمة والله نسال أن ييسر لكِ الخير أينما كان.
نشرت بموقع طريق الاسلام