الثلاثاء، 22 أبريل 2008

تأخر زواجي ... وبدأت أفقد الثقة في نفسي




انا فتاه عمري 26 سنة ولم اتزوج بعد والكثير من الناس يشعرونني انني قد اصبحت عانس مع العلم انة يتقدم لخطبتي الكثير ولكن لم يحصل قسمة ونصيب بعد ... كيف ساستعيد الثقة بنفسي واشعر انني لست عانس كما يقولون لي وشكرا.



الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نشكر لكِ حسن الثقة ... وأهلاً بكِ دائماً على صفحات موقعنا.

أخيتي لا داعي لهذا الانزعاج، أو اهتزاز ثقتكِ في نفسكِ، فأنت فعلاً لم تدخلي في دائرة العوانس – رغم أن مصطلح المتأخرات في الزواج أكثر لطفاً ومراعاة لمشاعر من كبرن في السن حقاً – فهناك العشرات من الفتيات من تزوجت في سن ما بعد الثلاثين من العمر، فلا تقلقي أو تجعلي همسات من حولكِ تؤثر في نفسكِ أو تهز ثقتكِ في ذاتكِ، وتذكري دائماً مدبر الأكوان ، من لا يشغله شأن عن شأن، وارفعي يداك للتضرع إليه والشكوى له جل وعلا.

ولتعلمى أخيتى أن الزواج رزق من الله تماما مثل العمل والمال والطعام، وكل مكتوب له رزقه فقد قال الله "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" ليس فقط ذلك بل أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم على ذلك فى الاية التى تليها وقال '"َوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ".
وقال رسولنا الكريم "وإن الروح الامين نفث في روعي أنه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعاصي الله فإنه لا ينال ما عنده إلا بطاعته".
وهذا لا يخفى عليكِ من ان المتأمل لمراد الله فى البشر هو كل الخير حتى وإن بدى لهم فى الظاهر عكس ذلك ومن ذلك، ثقي أخيتي أن أخركِ في الزواج بعض الوقت فيه خير لكى فلربما إدخر الله لكِ الزوج الصالح الذى يبدلك به ويعوضكِ عن أيامك الماضية ولكن تأملى فإنه لا ينال ما عنده الا بطاعته فلتكثرى من الطاعات والحرص على الاستعانة بالله فى كل وقت وإنى لأعلم أخت مثلك طالت فترة تنتظر زوجها التى رسمته لنفسها ولما تأخر ذلك بدأت فى الالحاح على الله فى كل صلاة والايام المباركات من شهر رمضان وإذا بها ترزق ما تتمنى.

وأنا أثق أن فتاة مثلكِ قد منحها الله عز وجل قدرات وإمكانات لو استثمرتها لجعلت من لحظات الألم سعادة دائمة، فالإنسان المتفائل والإيجابي هو من يصنع السعادة بيده، ولعل من أسباب شعورك بالألم، وانتباهكِ لهمسات من حولكِ هو الفراغ.
فتعالي معي الآن واحضري ورقة وقلم، واكتبي فيها ما الأسباب التي تجعلك سعيدة، وخططي لحياتك، اكتبي ما هي مميزاتك الشخصية، وما هي المجالات التي تتفوقين بها، وما هي أحلامكِ التي تودين تحقيقها فتخدمين بها الإسلام والمسلمين، وانظري في جوانب التميز عندك والتجارب الناجحة لا الفاشلة، وأبدئي رحلتكِ في حياتكِ بانطلاق وحيوية، واثبتي ذاتكِ في هذه المجالات التي تحددينها وتفوقي وتألقي بها.
كذلك أخيتي مارسي بعض الهوايات المفيدة كأن تمارسين الرياضة في بيتكِ، أو قدمي للدراسة في تخصص جديد تستهوينه، ويا حبذا لو كان في مجال علوم تربية الأطفال، وأكثري من القراءة والاطلاع، ووظفي نفسكِ في الخير ومساعدة الآخرين، بل وانذري نفسك لله تعالى هذه الأيام كما فعلت مريم ابنه عمران رضوان الله عليها، وانزلي للمساجد وشاركي في تربية الفتيات الصغيرات، كل هذا من شأنه أن تتركي بصمة رائعة بين أفراد مجتمعكِ ، وفي الوقت ذاته تستعدين عبر هذه الخبرات المكتسبة لكي تكوني زوجة وأماً في القريب العاجل بإذن الله.
وقبل هذا وذاك عليكِ باللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، والتعوذ بالله من شيطان همه كما قال عز وجل :{لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ، وإهمال الوساوس السلبية فإن في الإهمال راحة نفسية وثقة عالية بالذات، وعليكِ صلاة الاستخارة وتكرارها إذا لزم الأمر فإنها طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

وعليكِ أخيتي مخالطة الناس رغم أذاهم، فإياكِ والإنطواء على نفسكِ والابتعاد عن المجتمع المحيط بكِ، استعمي لهمساتهم هذه دون أن تتركي أي فرصة لها لأن تتسلل إلى أعماقكِ، أو أن تحطم ن ثقتك بذاتكِ وأنوثتكِ، أعرفي بقوة كيف ترسمي في دروب حياتكِ أحلى المواقف، وكيف تمدين يدكِ إلى أعالي السماء لتضيئي أبعد النجوم حتى وأن بدت مظلمة، وتذكري دينك وإلتزامكِ اللذان يمنعانكِ من الوقوق على قوارع الطرق لاختطاف أول عابر سبيل، أو من التخلي عن حياءكِ وعفتكِ لتضمني عشرات الشبان، أو أن تتخلي عن قيمكِ الإسلامية والمباديء السامية في سبيل التخلص من هذه الألقاب.

وإياكِ أخيتي أن تقبلي بمن لا ترضين دينه وخلقه لكي تبعدي عنكِ نظرات الناس، فلا تقعى فى فخ الزواج تحت ضغوط مضللة، قد تزيد تعاستك بدلا من تحقيق السعادة التى تحلمين بها، فتخيلي حالكِ في رحلة قصيرة، تفكرين وقتها في إختيار المكان والرفيق، لكن إن طالت الرحلة قليلاً، فستفكرين في الرفيق وتختارينه بعناية، فما بالك بزوج سيرافقكِ طوال حياتك ؟؟ استعيني بالله جيداً عندما يتقدم لكِ أي شاب، افحصي جيداً دينه وخلقه، وارمي كل الأمور المادية والدنيوية خلف ظهركِ ولا تبالي بها نهائياً، بل وجددي نيتكِ في ذلك حتى يجازيكِ الله قدر هذه النوايا بالزوج الذي يقر عيناكِ، فقد تكون بعض العادات والتقاليد سبباً لتأخر سن الزواج، كالارهاقات المادية للشباب في زمن غلا فيه كل شيء، بل تذكري دائماً أن الماديات زائلة، وما يبقى لكِ فقط هو الزوج بصلاحه وتقواه، واقعي أهلكِ بهذه الأمور من الآن.

ولا مانع أبداً أخيتي أن تحضري مجالس العلم الخاصة بالمؤمنات، وأن تظهري لهن بحياء ما وهبك الله من جمال وأدب، فقد يكون لواحدة منهن أخ أو ابن تبحث له عن صاحبة الدين، مع ضرورة إظهار التواضع والقناعة والمشاعر الطيبة، فيجب أن تسعى الفتاة الصالحة في تحصيل الزوج الصالح بالأسباب المشروعة، مع تذكير نفسكِ دائماً بأنك لم تكلفي بالتدبير لنفسكِ ، لأنها من الأرزاق التي قدرها الله عز وجل حينما قال: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}، فالمؤمنة تدرك أن الله خلقها لعبادته ولا تغفل عن ذلك، وتعلم أن الله تكفل برزقها فهي لأجل ذلك مستريحة راضية لا تجهد نفسها في هذه الأمور، إنما للأخذ بالأسباب مع اليقين أن الرزق من الله.

ومن المهم أخيتي أن تبعدي عنكِ الشيطان والأفكار السلبية التي تراودكِ بأنكِ عانس، وتذكري كم من فتاة تزوجت مبكراً وأصابتها مصيبة بموت زوجها أو طلاقها أو الابتلاء بتأخر الانجاب، أو موت الأبناء، وغيرها من المصائب، فتذكري حالكِ بأنكِ أفضل حالاً من هؤلاء المفجوعات، وثقي بالله عز وجل أنه قدر لكِ الخير بهذا التأخير واكثري من الصلاة والاستغفار...والله أسأل أن يرزقكِ زوجاً صالحاً مجاهداً تقياً يعينكِ على أمور دينكِ ودنياكِ وأن يقر عيناكِ وأن يرافقكِ في الفردوس الأعلى، فتتذكرين معه هذه الأيام وتضحكين ... تمياتي لكِ بالتوفيق والسعادة وتابعينا بأخباركِ.

الخميس، 3 أبريل 2008

بين آلام فقدان الثقة بالنفس ... ومخاوف أوهام الإنترنت




جوري - الإمارات العربية المتحدة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختي الكريمه مشكلتي تتلخص بالوضع الجسدي انا فقدت الرؤيا في احدى عيوني في حادثه اليمه قبل عده سنوات ولكني ما زلت اعاني من ضيق نفسي خاصه عندما ينظر احدهم الي لانه يوجد فرق بين حجم العينين وهذا الامر يشعرني بالخجل والحزن الدائم خاصه اني كنت فتاه ذات وجهه وملامح جميله جدا واحيانا اشعر انه حتى من خلال عملي الامر ياثر في حياتي قلبي لم يعرف الحب ولم اشعر باهتمام احد من الجنس الاخر تجاهي بل شفقه قاتله وحسره على حالي منذ وقت قليل تعرفت الى احدهم عن طريق الشات ويبدو لي شاب محترم ولكني احذر كما دائما ولا اتكلم اليه عني بصراحه هذا الوضع وهل استمر بان احلم به واعوض عن حصرتي لنفسي لا اعرف ساعدوني.

أخيتي الحبيبة جوري
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نرحب بكِ زائرة جديدة عبر موقنا، ونشكر لكِ حسن ثقتك بنا.
أحب أن نستهل كلامنا بحديث أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة".
(رواه البخاري) وهنا المقصود بحبيبتيه: عينيه، فهنيئاً لكِ أختنا الفاضلة بالجنة، فهوني على نفسكِ واصبري واحتسبي حتى لا يضيع منكِ الأجر، فالله لا يريد بكِ إلا الخير وأنكِ أفضل كثيراً جداً من بعض قريناتكِ المبتليات، فكم من فتاة فقدت عيناها بل وأجزاء كثيرة من جسدها في فلسطين والعراق وعاشت حياتها مكافحة وأثبتت ذاتها بكفاءة.
فالكثيرٌ منا يتضجر من حياته، ويظن أنه لا يوجد أكبر من مصائبه، فيما لو نظر حوله، لـوجد كثيراً من الأسباب التي تجعله يحمد الله، ويجد أنه في نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى يفتقدها الكثيرون، فتخيلي لقد كانَ أحد السلف أقرع و أبرص و أعمى و مشلول القدمين واليدين يقول: " الحمدلله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرٌ من الخلق، وفضّلني تفضيلا"! فـمر به رجلٌ فقال له: أقرع وأبرص وأعمى ومشلول، فـمما عافاك؟ فقال: ويحكَ يا رجل، لقد جعل لي لساناً ذاكراً، و قلباً شاكراً، و بدناً على البلاءِ صابراً.

فيجب يا أخيتي أن ندرك أن الله خلق عباده ضعفاء كما قال عز وجل: " يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا"[سورة النساء: 28]، فإذا ابتلاه بفقدان نعمة من النعم خاصة الجسدية منها ازداد هذا الضعف البشري فتأتي قوة الإيمان لتعيد التوازن النفسي والاجتماعي إليه وهذا ما تحتاجين إليه بقوة، بالإضافة إلى حاجتك إلى تدعيم ثقتكِ بنفسكَ لكي تزداد قيمة ذاتكِ في عينيكِ، خاصة وأن انعدام الثقة بالنفس تجعل الشخص يتصرف وكأنه مراقب ممن حوله، فتصبح تحركاته وتصرفاته بل وآراوءة في بعض الأحيان مخالفة لطبيعته، ويصبح القلق حليفه الأول، فحاولي قدر الإمكان الإبتعاد عن الأفكار والمشاعر السلبية التي تأثر على قوة شخصيتك وتؤدي للخوف والفشل، واعتمدي على نجاحك الإجتماعي في التواصل مع الآخرين واكتساب حبهم وتقديرهم مما سيزيد الثقة في نفسك، واتجهي إلى مخالطة الناجحين والتعلم منهم ، وحددي أهدافكِ التي ترغبين في تحقيقها على المدى البعيد والقريب على أن تكون قابلة للتحقيق، وقبل كل هذا وذلك كما ذكرنا أعملي على تعميق عقيدة القضاء والقدر في نفسكِ، وتذكري دائماًَ أن الجمال ليس جمال الوجه والجسد إنما الجمال جمال الروح والأخلاق، وأن نصيبكِ في زواجكِ مكتوب عند الله عز وجل لن يغيره كائن مهما كان، فلا تنزعجي من نظرات من حولكِ ولا تجعلي لها سبيلاً إلي قلبكِ، وتيقني أن الوقت لم يحن بعد للقاء شريك الحياة، فهو في وقت معلوم كتبه الله عز وجل كما قال: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" ( الحديد 22،23)

وهذه النقطة تقودنا إلى المشكلة الثانية وهي علاقتك بهذا الشاب عبر الإنترنت، لكنك لم تذكري لنا طبيعة هذه العلاقة، وهل فاتحكِ في الزواج أم لا، لكن بشكل عام يجب أن تنتبهي إلى أن عالم الإنترنت هو عالم وهمي خيالي لا يصدق فيه إلا القليلون، لكن بقدر ما نجحت بعض الزيجات عبر الإنترنت بقدر ما فشلت أخرى كثيرة بل وأغلبها كانت علاقات من باب التسلية، فراجعي نفسكِ في حدود هذه العلاقة، والأجدر أن تسدي باباً لا تعرفي ما نتائج فتحه حتى لا تجلبي لقلبكِ أحزان أنتي في غنى عنها مع أحلام قد لا تكون واقعية تعيشينها الآن خلف شاشات الكمبيوتر،فمن الأفضل يا حبيبتي أن تقطعي تواصلكِ مع هذا الشاب تدريجياً إن لم يكن قد صارحكِ مباشرة بالزواج وتذكري قوله عز وجل:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا". (الطلاق 2،3) ، فحاولي أخيتي التقرب إلى الله والدعاء والتضرع إليه أن يعينك وأن يعجل لكِ بزوجاً صالحاً تقياً يعينكِ على أمر دينكِ ودنياكِ.

وأخيراً أخيتي يجب أن تباشري التواصل مع طبيب متخصص، فقد يكون من المناسب أن تقومي بزرع عين صناعية تمحو آثار أي تشوهات في الوجه أو منطقة العين وتكون بنفس حجم عينكِ ونفس لونها، وهذا سيعيد إليكِ الثقة في جمالكِ من جديد بإذن الله، تمنياتنا بالتوفيق ونتظر أن توافينا بأخباركِ قريباً