الأحد، 6 يوليو 2008

والدة زوجتي تتعمد إهانتي !



السلام عليكم... انا شاب متزوج منذ 3 اشهر والله الحمد.. لدي مشكله وان شاء الله اجد حلها لديكم.. زوجتي من عائلة ثرية وهي فتاه صالحة بارك الله فيها كنت ابحث عن وظيفة واقنعني والدها بالعمل عنده في الشركة وعملت فيها ولكن المشكلة تكمن في ولدتها هداها الله قبل الزواج كانت تعاملني بشكل ملفت توقعت فيها خير كثير الأن تذم في اهلي وتتهمنا باشياء لا شأن لنا بها منذوا ان عقدة على زوجتي أتتهم مشاكل كبيرة جدا وصلت الى الطلاق نسأل الله السلامة والعافية وحوادث وسجن قريب لهم فتقول لي الأن أي بعد الزواج (من يوم جيت والمشاكل لم تتنتهي )فقلت هذا قضاء الله وقدرة واحاول ان اذكرها بالله فتتعظ ثم يأتي الغد وتكرر ما قالته لي و تذهب عند أهلي وتحاول اهانت اخواتي وولدتي بطريقة غير مباشرة أي تقول (نحنا وظفنا ولدكم ولا كان بقي عاطل ...انتم ماتذكرون الله يعني حسده .. وغيرها كثير) أسأل الله عز وجل ان يهديها وهذا كله لا تعلم عنه زوجتي ولا احاول ان ابين لها أو ادخلها في الموضوع ليس لها ذنب في ذلك وانا خائف عليها تماما من والدتها أن تغيرها عليه..أنا ساكن في مدينة اخرى ومعي زوجتي أي بعيد عن اهلي واهلها.. مالعمل؟ دلوني ولكم مني الدعاء كتب الله اجركم وجزاكم الله خير..




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




أخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نشكر لكِ حسن الثقة ... وأهلاً بك دائماً على صفحات موقعنا ... نبارك لك زواجكم والله نسال أن يديم بينك وبين زوجتكم المودة والرحمة.
في الحقيقة اخي مشكلتك هذه يعاني منها بعض المتزوجون حديثاً سواء أزواج أو زوجات ممن لم يتقنوا فن كسب قلوب أمهات وآباء ازواجهم، ولكن تبقى النقطة الأهم أخي أنك تحب زوجتك كثيراً وهذا ما تبين لنا من بين كلماتك، فهذا يجب أن يكون دافعاً ومعيناً لك على الصبر، وألا تجعل زوجتك تتحمل نار غضبك بسبب ما تقترفه والدتها، ونعم الموقف اتخذت أخي عندما لم تعلم زوجتك بمواقف والدتها.
وقبل أن نفكر في حلولاً لمشكلتك أخي دعني أسألك لماذا تغيرت معاملة والدة زوجتك لك عن أيام الخطبة؟؟ فغالباً ما تكون الحماة السليطة واضحة المعاملة منذ أول يوم يتقدم فيه الشاب لخطبه ابنتها، فيرى منها الجرأة في الحديث والتطاول على الجميع منذ البداية، ولكن نادراً ما يحدث التغيير بعد الزواج وهذا يكون راجعاً في الأغلب لشعور الأم أن هناك من سلب منها ابنتها ... فهل هذا حدث؟ هل سكنك البعيد تسبب في عدم زيارتكما لها باستمرار؟ هل زوجتك الابنه الوحيدة أو الكبرى أو الصغرى لديها؟ هل ضعفت علاقة زوجتك بأمها منذ ان تزوجتك، وصرت أنت محور حديثها واهتمامها ولاحظت والدتها ذلك؟ هذه وغيرها قد تكون عوامل تسببت في شعور الأم أنها فقدت ابنتها، وأن هناك شخص ما ظهر فجاة ليصبح من يملك قلب ابنتها وتسبب في تنحيتها جانباً – من وجهة نظرها ومشاعرها كأم – وهنا فالعبء الأكبر أخي الكريم يقع عليك وعلى زوجتكِ لكي تزيلا هذا الاحساس لديها وتتقربا منها اكثر لتشعر بالأمان، فقد تكون تصرفاتها هذه نبعاً من ضيقها منك، وبالتالي فعليك أن تتحلي بالحكمة والفطنة في التعامل معها؛ وعليك أن تملك قلبها قبل أن تحظى بقلب ابنتها ببعض الطرق وغيرها من ابداعك:
1- احضر لها الهدايا في حدود إمكانياتك المالية – في غير أوقات المناسبات – والتي تكون محببة إلى قلبها واستشر زوجتك في ذلك، وانتبه أن تسلمها الهدية بنفسك، لأن الالتزام بالهدايا في اوقات المناسبات فقط يعطي احساساً بالرسمية وتأديه العادات والتقاليد وفقط.
2- حدد أياماً معينة لزيارتها ولا تلغي الموعد مهما حدث، وحاول الاتصال بها باستمرار للسؤال عنها وعن صحتها خلال وقت العمل لتشعر بانشغالك بها.
3- أسألها عن احتياجاتها وتكفل أنت بشرائها من فترة لأخرى.
4- عاملها بدلال دائماً وكأنها سيدة صغيرة، لا جدة عجوز، فبعض النساء يكرهن من يعاملهن كأنهن لا يصلحن للحياة! ولا مانع أن تشتري لها ثوباً ناصعاً جميلاً ترتديه في البيت أمام زوجها.
5- حدد يوماً في الأسبوع لتخرجا انت وزوجتك معها وبصحبه زوجها في نزهة بسيطة، أو أرسل لهما دعوة للعشاء في مكان هاديء.
6- استشيرها فيما يخص شئونك الأسرية، لكن بالاتفاق المسبق مع زوجتك، وإختيار الموضوعات العامة – لا المشكلات - التي لن تسبب تدخلاً منها في شئونكم، ووصها بحفظ أسراركم.
7- حث زوجتك على بر والدتها بشتى الطرق التي تسعدها.
8- عندما تنصحها أو تذكرها بالله كن ليناً حكيماً ، لا واعظاً فظاً.
9- نادها دوماً بأمي وتجنب لفظ حماتي أو أم فلان.
10- تحدث معها دوماً عن شعورك بالإمتنان لها لأنها هي من انجبت زوجتك وتعبت لان تربيها.
استعن بالله واعلم أخي أن هذه الخطوات ليست مناً منك عليها، إنما هذه حقوقها، فتذكر دائماً أنها من تعبت وسهرت وتألمت لتنجب زوجتك التي تحبها، وهي من ربتها لتكون على هذه الأخلاق التي تسعدك وترضيك، وحقها أن تشعر بالغيرة لأن شخص ما – في وجهة نظرها – قد خطف منها فلذة كبدها ... وبالمعاملة الحسنة والمودة تصفى القلوب وتذوب هذه المشاعر السلبية.
لكن إن لم تجدي هذه الخطوات نفعاً أخي الكريم فعليك أن تتوجه في مسار آخر ، لكني أتوقف معك قليلاً هل هي تتعمد هذه المواقف في غياب زوجتك ؟؟ إذا كان ذلك فعلاً ، فهذا يعني أنها تخشى شيئاً من ابنتها وتتفادى ذلك أمامها حتى لا تحزنها، فعليك أن تحسن التصرف بلباقة وأن تذكر أمام زوجتك بعض ما تقوله والدتها، كأن تسألها – والابتسامة تعلو شفتاك - لماذا تشعرين أنه منذ أن تقدمت لابنتك والمشكلات بدأت تحل عليكم ؟!! وهكذا ستنتبه زوجتك على الأمر وتتدخل بالنقاش الهاديء وعسى والدتها تتوقف بعدها، ولا مانع أن تطلب من زوجتك برفق ولين أن توضح أمام والدتها – في نفس وقت حدوث الموقف السخيف - رفضها لهذه التصرفات بشكل كامل – دون الإساءة إليها أو تعنيف- وأن توضح لها - في وقت لا تتواجد أنت فيه معهما - أن هذه المواقف قد تتسبب في شروخ في علاقتك بها، وهذا سينعكس عليها كزوجة بالتأكيد، وهي لن تسعد بذلك أبداً... وخلال حديثها عليها أن تذكر – أنتِ تعلمين يا أمي الحبيبة مدى حب زوجي لكِ – أكثر من مرة فعسى في قلب والدتها شيئاً فيتغير.
وإن لم تتوقف أخي عليك أن تبادر بالذهاب بمفردك إلى والد زوجتك والذي لم تذكر منه مكروهاً أصابك وأن توضح له هذه الأمور، وأن توضح له مشاعرك تجاه هذه التصرفات، وتخوفك من تغير زوجتك – وإن كنت أرى أن هذا لن يحدث بإذن الله - ولا مانع أن يكون الشاب المسلم المؤدب حاسماً أيضاً ، فيجب أن تخبره إنه إذا لم تتحسن الأمور بعد شكواك قد تضطر لترك العمل لديه والبحث عن وظيفة أخرى، بل وتقييد علاقتك بها إن لاحظت أي تغيير طرأ على زوجتك في أسلوب تعاملها معك ومعاشرتها لك كتقليد لأمها – دون قطع الرحم أو البر- وهذا سيجعله يتخذ موقفاً حازماً معها بإذن الله حفاظاً على حياة ابنته معك في سعادة...
وأخيراً أخي اذكرك بأن والدة زوجتك لن تتغير مع هذه الخطوات بين يوم وليلة، فتحلى بالصبر وإياك أن تفقد حلمك، وتقصر أنت زوجتك في بر والدتها، فقد قال عز وجل في سورة النساء: "وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ"" ، وانظر أهمية البر في الحديث الشريف: "عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فهل لك من والديك أحد حي‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ نعم بل كلاهما قال‏:‏ ‏"‏فتبتغي الأجر من الله تعالى‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال ‏"‏فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏.‏ وهذا لفظ مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ وفي رواية لهما‏:‏ جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال ‏"‏أحي والداك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏ففيهما فجاهد‏"‏‏!
تابعنا أخي بمستجدات أخبارك ... ولا تجعل هذه الأمور تفسد عليك سعادتك مع زوجتك ... والله أسأل أن يرزقكما الذرية الصالحة.




نشرت بموقع المسلم